من الاستراتيجية إلى التنفيذ – عُقدة التواصل الاستراتيجي

د. محمد مصطفى محمود

كثير من المنظمات تمتلك استراتيجيات طموحة صيغت بعناية لتكون خارطة طريق لمستقبل أكثر نجاحاً. ومع ذلك، تتعثر هذه الاستراتيجيات عند مرحلة التنفيذ. ولا يكمن السبب غالباً في ضعف الخطة ذاتها، بل في غياب القدرة على إيصالها بشكل فعّال. فالتحدي الأول أمام أي منظمة لا يبدأ بتوفير الموارد المالية لدعم تنفيذ الخطة، بل يبدأ من عدم القدرة على شرح الخطة باسلوب يضمن فهم وتفاعل كافة الاطراف المعنية.

إن فشل إيصال الاستراتيجية إلى جميع الأطراف المعنية يؤدي إلى نتائج خطيرة: مثل سوء فهم، ضعف التبني، المقاومة الداخلية، وأحياناً تشويش كامل حول الأولويات. لذلك يُعتبر التواصل الاستراتيجي هو حجر الأساس في تحويل الخطة من كلمات على الورق إلى واقع ملموس.
وهنا تبرز معضلة القادة: القنوات الأنسب لتوصيل الخطة؟ هل نكتفي بالقنوات النحيفة Lean Channels مثل البريد الإلكتروني والنشرات والتقارير التي تنتشر بسرعة وبتكلفة منخفضة، أم نعتمد على القنوات الدسمة Rich Channels مثل الاجتماعات وورش العمل ومؤتمرات الفيديو التي تتيح التفاعل المباشر وبناء الالتزام؟

الحل لا يكمن في اختيار قناة اتصال واحدة، بل في المزج الذكي بين القنوات بحسب طبيعة الرسالة والجمهور المستهدف والموارد المتاحة. فالإطلاق الأولي للاستراتيجية يحتاج لقنوات غنية تسمح بالشرح وبناء القناعة، بينما المتابعات الدورية والتحديثات الاستراتيجية يمكن أن تُدار عبر قنوات نحيفة أكثر سرعة ومرونة. هذا التوازن هو ما يضمن أن تُفهم الاستراتيجية، ويُؤمن بها، ويُنفذها الجميع.
يمكن لمن يرغب في التعمق أكثر في هذا الموضوع الهام، الاطلاع على المقال المنشور في مدونة الأكاديمية حول المفاضلة بين القنوات الدسمة والقنوات النحيفة لتوصيل الخطة الاستراتيجية.

اقرأ الآن